إن كانت الهزّات العاطفيّة قدرًا مكتوبًا علينا، كما كُتِبَت الزلازل على اليابان، فلنتعلّم من اليابانيّين إذاً، الذين هزموا الزلازل بالاستعداد لها، عندما اكتشفوا أنّهم يعيشون وسط حزامها.
يمرّ زلزال خفيف على بلد عربي، فيدمّر مدينة عن بكرة أبيها، ويقضي على الحياة فيها لسنوات عدّة. ذلك أنّ الإنسان العربي قدريّ بطبعه، يترك للحياة مهمّة تدبّر أمره. وفي الحياة، كما في الحبّ، لا يرى أبعد من يومه، وهو جاهز تمامًا لأن يموت ضحيّة الكوارث الطبيعيّة أو الكوارث العشقيّة، لأنّه يحمل في تكوينه جينات التضحيات الغبيّة، للوطن والحاكم المستبدّ، وللعائلة والأصدقاء، فكيف لا... للحبيب.
في المقابل، تصمد جزر اليابان يوميًّا في وجه الزلازل. كلّ مرّة تخرج أبراجها واقفة، ويخرج أبناؤها سالمين. عندهم، يُعاد إصلاح أضرار الزلازل في بضعة أيّام؛ وخارج التسونامي.. قلّما تجاوز عددُ الضحايا عددَ أصابع اليد.